2011-03-10, 21:12 | المشاركة رقم: |
إحصائية العضو | الجنس : | المساهمات : 900 | نقاط : 1774 | العمر : 24 | السمعة : 0 |
| | موضوع: كيف تقترب من الجنــة ؟ كيف تقترب من الجنــة ؟ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي لا يحصي نواله ، و لا يفني كماله ، و لا تتناهى نعمه و أفضاله ، و الصلاة و السلام علي سيدنا رسول الله الذي قال ما معناه : الحمد لله الذي خلقني من أنوار البهاء ، و رفع قدري في الأرض و السماء ، و كتب اسمي علي ساق عرشه ، و قرن اسمي باسمه ، و نزه ذكري في عالم قدسه الإخوة والأخوات الأحباب في الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لـو أنّ الواحد منّا إغتنم فرصة يومه ، وفكّر حين يستيقظ من نومه ، ماذا يمكنني أن أفعل اليوم لأضيف إلى رصيد حسناتي ، وماذا أتجنب اليوم حتى لا أزيد من سيئاتي .
لو فكّر الواحد منّا لدقائق معدودات في ذلك لإقترب كثيراً من دخول الجنة ، والإقامة الهنيئة فيها إلى الأبد .. وهذا هو الفوز العظيم الذي لا يماثله فوز بمنصب أو مكانة أو جائزة .. لأنّ كل شيئ يمكن الوصول إليه في الدنيا زائل وغير باق لنا ، نحن أنفسنا غير باقين له ، أمّا إذا سعدنا بها دامت لنا ودمنا لها { وأما الذين سُعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلاّ ما شاء ربك عطاءً غير مجذوذ } هود 108 ، وعطاء غير مجذوذ أي عطاء متصل غير مقطوع ..
فهُم لن يخرجوا من الجنة أبد ولن يموتوا ، وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا دخل أهل الجنة الجنة ينادي منادٍ : أن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبداً، ولكم أن تصحوا فلا تسقموا أبداً ، ولكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا ، وأنّ لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا " الراوي: أبو هريرة و أبو سعيد الخدري المحدث: أبو نعيم - المصدر: صفة الجنة لأبي نعيم - الصفحة أو الرقم: 290
أين هذا من متاع الدنيا القليل المنقطع ؟ الحياة الدائمة ، والصحة الدائمة ، والشباب الدائم ، والنعيم الدائم .. في حين أنه لا دوام لأي شيئ في الدنيا بما في ذلك أنفسنا !!
قال تعالى { وما أوتيتم من شيئ فمتاع الحياة الدنيا وزينتها وما عند الله خيرٌ وأبقى أفلا تعقلون . أفمن وعدناه وعدا حسناً فملاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ثم هو يوم القيامة من المحضرين } القصص 60-61 والمحضرون هم الأشقياء في الآخرة { فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيا زفيرٌ وشهيق } هود 106 .
ومتاع الحياة الدنيا قليل حتى بالنسبة لأصحاب الملايين ، فالمىيين لن تشتري العمر الدائم .. هذا في الجنة فقطـ لا غير ...
لو فكر الواحد منا لدى استقبال يومه الجديد وقال لنفسه : لأغتنم يومي هذا فأضيف إلى رصيد حسناتي حتى تثقل موازيني يوم القيامة { فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون } الأعراف 8 فصحيفة الإنسان يوم القيامة تمثل الحساب الختامي " منه وله " بلغة المحاسبة فإذا رجحت كفة الحسنات على كفة السيئات كان العبد من أهل الجنة الفائزين يوم القيامة ، أما إن رجحت كفة السيئات على كفة الحسنات أي خفت موازينه ، فهو من أهل النار الخاسرين { ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون } المؤمنون 103
التفكير مُهِم في بداية اليوم ، في رصيد الحسنات كيف أضيف إليه ، لأنه يثقل موازيني .. من ناحية ، ولأنّ الحسنات تمحو السيئات .. من ناحية أخرى { إنّ الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين } هود 114
هذا التفكير له تأثير إيجابي فعّال ، فهو يعمل على تذكير الإنسان بآخرته يوماً بيوم ، مما يُحَفّزهُ على الإضافة في خانة الحسنات ، كما يحَفزه على خلو خانة السيئات من أي إضافات .. ومما يغفل عنه البعض تقديم الخير للناس في أي صورة من الصور ، وقد يكون الخير الذي نقدمه للناس ، أن نخفف عنهم آلامهم ومواجعهم وفواجعهم بما نستطيع من قولٍ أو عمل ، فذلك شيئ يرضى عنه الله ويجزي به ، وهو في الواقع خيرٌ نقدمه لأنفسنا عند الله{ وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله إن الله بما تعملون بصير } البقرة 110 ، وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم " خير الناس أنفعهم للناس " الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: ابن القيسراني - المصدر: تذكرة الحفاظ - الصفحة أو الرقم: 183 فإذا استطاع الواحد منا أن يقدم الخير للناس ، فلا ينبغي أن يحجم عن ذلك أو يتردد ، ولعل ذلك يتماشى مع الدعاء " اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ، ومن شر ما لم أعمل "
وهناك من الحسنات ما هو هيّن سهل ، مثل البسمة التي تلقى بها الناس ، مع أننا نستهين بها .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تحقرنّ من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجهٍ طلق " الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2626 أو كما قال عليه الصلاة والسلام " الكلمة الطيبة صدقة " الراوي: أبو هريرة المحدث: ابن حبان - المصدر: المقاصد الحسنة - الصفحة أو الرقم: 378 وجوه الخير تأتي لنا بالحسنات لانهاية لها ، ومن ذلك أن تبر بوالديك إن كانا على قيد الحياة ، والإستغفار لهما إن كانا في رحاب الله { وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا } الإسراء 24
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والله المُوَفق والحمد لله ، ختامٌ لا يزال يبدأ ، وبدءٌ لا نهاية له بإذن الله و أتوجه إلي الله تعالي بضعفي أن يفرج هم كل مهموم ، و يذهب غم كل مغموم . و يزيل كرب كل مكروب . و يحفظكم من شر كل ذي شر ، و يبلغكم الآمال أخوكم في الله سيد الجنداركيف تقترب من الجنــة ؟
|
| |