بسم الله الرحمن الرحيم
إيطاليا ملتقى الفن والتاريخ
إيطاليا
سحر خاص يميزها عن غيرها من بلاد العالم فهي إحدى الدول الأوربية
الشهيرة والتي تتمتع بحضارة كبيرة، بالإضافة لمدنها الرائعة والتي يتهافت
عليها السياح من جميع أنحاء العالم للتمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة
بالإضافة لزيارة الأماكن الأثرية والتاريخية التي تزخر بها المدن
الإيطالية، فأي مكان يقوم السائح بالتجول فيه يجد به لمسات من التاريخ
والحضارة والفن.
كما تشتهر
إيطاليا كمركز للفنون ،وكان لها دور بارز في النهضة الفنية التي حدثت في
العصور الوسطى، كما كان لها باع طويل في مجال المعمار حيث كانت الأولى في
فن المعمار وتظل القصور التي تم تشييدها في العصور القديمة واقفة لتشهد
على مدى براعتهم في هذا المجال.
الموقع
تقع إيطاليا
بقارة أوروبا وبالتحديد في جنوب أوروبا، ويحدها من الشمال سويسرا
والنمسا، ومن الشرق سلوفينيا والبحر الأدرياتيكي ومن الجنوب البحر
الأيوني والبحر المتوسط، ومن الغرب البحر التيراني والبحر الليجوري والبحر
المتوسط ، ومن الشمال الغربي فرنسا، وتعد صقلية جزيرة تابعة لإيطاليا
وهي أكبر جزر البحر الأبيض المتوسط، ويفصلها عن إيطاليا بوغاز مسينا،
وتوجد أيضاً جزيرة سردينيا والتي تقع جنوب غرب شبه الجزيرة الإيطالية في
البحر الأبيض المتوسط.
معلومات عن إيطاليا
المساحة: تبلغ مساحة إيطاليا 301.230 كم2
عدد السكان: يبلغ عدد السكان 58.133.509 نسمة.
العاصمة: روما
اللغة: اللغة الرسمية هي الإيطالية، ويوجد عدد من اللغات الأخرى مثل الألمانية، والفرنسية والسلوفينية.
العملة : اليورو
الديانة: يبلغ
عدد الرومان الكاثوليك حوالي 90% من عدد السكان، والباقي بروتستانت،
يهود، مسلمين، ومن المعروف أن مدينة الفاتيكان والتي تقع داخل روما هي مقر
لحكومة الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، إلا أنها مستقلة عن دولة
إيطاليا.
مظاهر السطح
يتمثل الجزء
الأكبر من الأراضي الإيطالية في شكل شبه جزيرة، والتي تمتد نحو البحر
المتوسط في شكل بروز ممتد من الأراضي الأوربية في الاتجاه الجنوبي
الشرقي، تشكل جبال الألب قوس واسع في المقدمة الشمالية وتمتد من
فينتيمجليا غرباً إلي جوريزيا شرقاً، ويصل ارتفاعها حوالي "14.436 قدم"،
ويقع سهل " لومباردا " والذي يضم داخله وادي نهر "بو" بين كل من جبال
الألب والأبانين، وتمتد جبال "الأبانين" الشمالية من جبال الألب عبر خليج
جنوة إلى منابع نهر "تيبر" ، أما جبال الأبانين الوسطى والتي تتكون من
السلاسل الجبلية فهي تبدأ من منبع نهر "تيبر"، وتمتد الأبانين الجنوبية
جنوباً شرقاً من وادي نهر "سانجرو" إلى ساحل خليج "تارانتو" حيث يتجهان
نحو الجنوب أكثر، وتشكل جبال الأ بانين مستجمعاً لمياه شبه الجزيرة
الإيطالية .
يعد سهل
"لومباردا" أهم السهول الإيطالية وتشغل السهول عامة حوالي ثلث سطح
إيطاليا، يتميز الساحل الإيطالي على البحر الإدرياتيكي بالانخفاض
والرمال، وتحيط به بعض البحيرات الضحلة.
ويقع خليج جنوة
في الشمال الغربي، ويقع به ميناء مدينة جنوة والتي تعد من المدن
التجارية الهامة، ومن الموانئ الهامة أيضاً بإيطاليا ميناء نابولي والذي
يقع على الساحل الغربي، بالإضافة لميناء ساليرنو.
أما الطرف
الجنوب شرقي من شبه الجزيرة الإيطالية فيجوفه بعمق خليج تارانتو الذي
يقسم بين الطرفين الجنوبيين لشبه الجزيرة، وتستمر سلسلة جبال الأبانين
جنوب مضيق "ميسينا" وتقطع جزيرة صقلية حيث يوجد بركان جبل "إتنا" ، كما
يوجد بركان أخر نشط هو بركان سترمبولي الموجود في جزيرة "سترمبولي" أحد
جزر ليباري في الشمال الغربي من مضيق ميسينا.
ويوجد
بإيطاليا العديد من الأنهار يعد من أهمها نهر بو، ونهر أديجي ، أما نهر
"بو" فيبلغ طوله حوالي (405 ميل) وهو صالح للملاحة، ونهر "أديجي" يبلغ
طوله حوالي (255 ميل) ويدخل إيطاليا من إقليم "تيرول" النمساوي متدفقاً
شرقاً ليصب في البحر الأدرياتيكي كما هو الحال بالنسبة لنهر "بو"، وتتميز
أنهار شبه الجزيرة الإيطالية بأنها ضحلة وغالباً ما تجف خلال فصل الصيف،
كما أنها قليلة الأهمية سواء بالنسبة للملاحة أو للصناعة ، ومنها نهر
"أرنو" ونهر "تيبر" الذي ينبع من جبال الأبانين ويتدفق نحو الغرب عبر واد
صالح للزراعة وعبر مدينتي فلورنسا وبيزا، أما نهر "تيبر" فمنابعه ليست
بعيدة عن منابع نهر "أرنو" وهو يتدفق داخل مدينة روما، وتضم كلاً من
المنطقة الشمالية وشبه الجزيرة عدداً هائلاً من البحيرات، وأهم بحيرات
شمال ايطاليا هي بحيرة جاردا، وماجيوري، وكومو، ولوجانو، وأهم بحيرات شبه
الجزيرة هي بحيرة تراسيمينو، وبولسينا وبراشيانو.
المناخ
يسود إيطاليا
مناخ متنوع فتصل درجات الحرارة إلى درجة التجمد في المرتفعات العالية من
جب ال الألب وجبال الأبانين، بينما يسود مناخ شبه استوائي عبر ساحل البحر
الليجوري، والساحل الغربي لشبه الجزيرة المنخفضة، وفي المناطق المنخفضة
ومنحدرات "الأبانين" بين فلورنسا وروما نجد الشتاء معتدلاً ومشمساً ويلطف
نسيم البحر المتوسط من التطرف في درجات الحرارة، وفي نفس المنطقة في
الشرق من شبه الجزيرة تكون درجات الحرارة أقل بسبب الرياح الشمالية
الشرقية، وعلى النقيض من المناخ الشبه استوائي في جنوب ايطاليا وفي خليج
جنوة ، فإن مناخ "لومباردا" قارياً ، ويسود هذه المنطقة مناخاً دافئاً
صيفاً وشديد البرودة شتاءاً وكثيراً ما تقل درجات الحرارة عن 15 درجة
مئوية، وتعمل جبال الأبانين كحائل بينها وبين نسيم البحر.
وتكون أعلى
نسبة لسقوط الأمطار في إيطاليا خلال شهور الخريف والشتاء حيث الرياح
الغربية، وأقل معدل لسقوط المطر يكون في إقليم أوليان في "فوجيا" في
الجنوب وفي جنوب صقلية، وأعلى معدل يكون في إقليم "أودني" في الشمال
الشرقي.
نظام الحكم
تم إقرار
الدستور الإيطالي في عام 1947م، وتم العمل به في أول يناير عام 1948م،
وأقر هذا الدستور نظام للحكم يقع رئيس الجمهورية على قمته، ويتم وضع مجلس
للوزراء وبرلمان يتكون من مجلسي الشيوخ والنواب.
وطبقاً للدستور
يتم انتخاب رئيس الجمهورية الإيطالي بواسطة مجلسي البرلمان وذلك لمدة
سبع سنوات، ويقوم الرئيس بدوره باختيار رئيس مجلس الوزراء من أعضاء
البرلمان ولابد من موافقة البرلمان عليه، ويقوم رئيس الوزراء بتشكيل
الحكومة، ويعد من أهم الشخصيات في الحكومة.
يتكون البرلمان
الإيطالي من مجلس النواب ومجلس الشيوخ ولكل منهم سلطات متساوية، ولرئيس
الجمهورية السلطة في حل البرلمان والدعوة لأجراء انتخابات جديدة، كما أن
رئيس الجمهورية هو القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وبالنسبة
للمحاكم الإيطالية يتم تعيين جميع القضاة بالمحاكم الإيطالية ولا يتم
انتخابهم، وتعمل جميع المحاكم تحت إشراف وزير العدل ومجلس القضاء الأعلى.
نبذة تاريخية
مرت على
إيطاليا العديد من الأحداث التاريخية والتي تركت الكثير من الآثار عليها
وسوف نذكر هنا بعض التواريخ الهامة والتي وضعت بصمة في التاريخ الإيطالي.
سيطرت
الإمبراطورية الرومانية على الحكم في إيطاليا منذ القرن الحادي عشر قبل
الميلاد ولفترة تقترب من الألف وخمسمائة سنة، وكان أخر إمبراطور روماني
حكم إيطاليا هو "رومولوس أوغسطولس" الذي لقي الهزيمة في إيطاليا عام 476م
على يد الزعيم الجرماني أدواسر، الذي حكم إيطاليا بعد ذلك ثم توالي
الحكام عليها.
في القرن
الحادي عشر الميلادي أخذت الدول الإيطالية في النمو السريع، وشهد عام
1300م نهضة ثقافية وفنية عالية، حيث تم التوجه العلمي في العديد من
المجالات سواء في الأداي أو العلوم الأخرى من التراث اليوناني والروماني،
وظهر العديد من المفكرين والفنانين الكبار مثل ليوناردو دافنشي، مايكل
أنجلو وغيرهم.
في عام 1527م
دخلت جيوش تشارلز الخامس روما ، وقاموا بالاستيلاء على صقلية وميلانو من
فرنسا، وفي عام 1559م، خضعت إيطاليا بالكامل إلي الحكم الأسباني، الذي
أخذ في التراجع في أواخر القرن السادس عشر.
بعد ذلك تمكن
نابليون من الاستيلاء على إيطاليا وقام فيها بالعديد من الإصلاحات ووضع
الدساتير، ولكن بعد هزيمة نابليون في معركة وترلو عام 1814م تم أعادة
تقسيم إيطاليا مرة أخرى.
اندلعت في
إيطاليا العديد من الثورات وتوالت عليها بعد ذلك الانقسامات والحروب
والحكام حتى تم توحيدها في نهاية الأمر تحت حكم الملك فكتور إيمانويل
الثاني، في الفترة ما بين 1860 – 1870م، وبعد أن تم توحيدها سعت إيطاليا
لمد نفوذها وتوسيع رقعتها في العالم فقامت بالاستيلاء على عدد من الدول
كان من ضمنها ليبيا في عام 1911م والتي قامت بانتزاعها من الحكم
العثماني.
دخلت إيطاليا
الحرب العالمية الأولى مع الحلفاء وذلك في عام 1915م، ولقد سادت بها حالة
من الفوضى وعدم الاستقرار بعد الحرب، جاء بعد ذلك بنيتو موسوليني زعيم
حركة الفاشية التي ظهرت في البلاد ليصبح حاكم لإيطاليا في أكتوبر 1922م،
وقام بالاستيلاء على عدد من البلاد، وفي عام 1936م عقد موسوليني اتفاق مع
هتلر واليابان وشكل الثلاثة ما عرف بدول المحور، وفي عام 1925م قام
موسوليني بعقد اتفاق مع البابا حيث تم إعلان الفاتيكان دولة مستقلة ذات
سيادة.
شاركت إيطاليا
في الحرب العالمية الثانية ضد دول الحلفاء حيث دخلت إلى الحرب في عام
1940م، وكانت الهزيمة من نصيبها حيث دخل الحلفاء إليها، واستقروا فيها
حتى تم توقيع الصلح بين الحلفاء وايطاليا ورحلت جيوش الحلفاء عنها في عام
1947م.
بعد ذلك بدأت
تظهر الميول نحو أتباع النظام الجمهوري وبالفعل تنازل الملك فكتور
إيمانويل الثالث عن العرش في عام 1946م، وبعد ذلك تم عقد انتخابات
برلمانية، وقام المجلس التشريعي المنتخب بإعداد الدستور الجديد الذي سوف
يتم حكم البلاد بموجبه وكان ذلك في عام 1947م.
المدن والسياحة
يوجد بإيطاليا
العديد من المدن الجميلة والتي تشتهر بتا ريخها ومناظرها الطبيعية
الرائعة، وتعد مدينة روما العاصمة من أكبر المدن الإيطالية وأكثرها جذباً
للسياح، بالإضافة إلي ميلانو، نابولي، وتورينو ويتركز بهم العديد من
السكان.
ويوجد بإيطاليا
العديد من المعالم السياحية الهامة والتي تعد عامل جذب للعديد من
السياح، وتتركز العديد من هذه المعالم بروما هذه المدينة التاريخية والتي
تعد من أكثر الدول استقبالا للسياح على مستوى العالم ونذكر من معالمها
ميدان سان بيتر، متاحف الفاتيكان، المسرح الروماني المدرج " الكولوسيوم"
والتي كانت تجرى فيه الاحتفالات المتمثلة في المصارعة بين الأشخاص
والوحوش، و"نافورة تريفي" ويرجع الفضل في تصميم التماثيل التي تضمها
النافورة إلي الفنان " نيكولو سالفي" خلال القرن الثامن عشر، بالإضافة
للعديد من الحدائق والمتاحف والملاهي والمطاعم التي تزخر بها العاصمة
الإيطالية روما.
وفي مدينة بيزا
يمكن للسائح مشاهدة برج بيزا المائل والذي يعد من إحدى العجائب نظراً
لوضعه المائل الناتج عن انخفاض الأرض تحته وتوقع الكثير انهياره إلا أنه
مازال صامداً إلي ا لآن ويفد عليه العديد من السياح لرؤيته، كما توجد
مدينة فينسيا الرائعة، أو مدينة البندقية والتي تسمى "المدينة العائمة"
أو " المدينة الغارقة" والتي تشتهر بالجنادل "القوارب"التي تجري في
قنواتها والتي تعد وسيلة رائعة للاستجمام والشعور بالجو الرومانسي الذي
يقدمه العازفين من خلال المقطوعات الموسيقية الجميلة، فهي مدينة جميلة
تقبع في مياه البحر ولا توجد بها وسائل المواصلات المعهودة من قطارات
وسيارات فقط مجموعة من الجنادل الأنيقة والتي أضفت الكثير من الجمال على
هذه المدينة الرائعة، وتوجد أيضاً مدينة فلورنس وتضم أكاديمية الفنون
الجميلة والتي تضم "لوحة دافيد" وهي أشهر وأروع لوحات الفنان العالمي
مايكل أنجلو.
هذا بالإضافة
للعديد من المدن الإيطالية الأخرى والتي لا تقل جمالاً وإبهاراً عن المدن
التي ذكرناها فكل مدينة بإيطاليا لها جمالها وسحرها الخاص بها، وتنتشر
اللمسات التاريخية في كل مكان بالإضافة للشواطئ والحدائق والملاهي
والمطاعم، وتعد إيطاليا هي الاختيار الأمثل لجميع السياح الذين يريدون
التمتع بالمناظر الطبيعية، بالإضافة للتعرف على الثقافة والتاريخ
والفنون.