قطر بلد تسبح على بحر من النفط
هي إحدى الدول العربية الواقعة بقارة أسيا، والتي تتميز
بشواطئها الطويلة الممتدة، حيث تقبع قطر في أحضان الخليج العربي في شكل
شبه جزيرة، وتمتلك ثالث أكبر احتياطي عالمي من الغاز الطبيعي، ويشكل النفط
والغاز الطبيعي 85% من صادراتها مما يجعل مستوى دخل الفرد القطري يصنف
من أعلى الدخول على مستوى العالم.
الموقع
دولة عربية تقع في قارة أسيا على شكل شبه جزيرة في منتصف الساحل الغربي
للخليج العربي وتحيط بها مياه الخليج من الشمال والشرق والغرب، ويتبعها
عدد من الجزر من أهمها جزر حالول، شراعوه، الأسحاط وغيرها، ويحدها من
الجنوب المملكة العربية السعودية.
معلومات عامة عن قطر
المساحة: تبلغ مساحة قطر11.437 كم2.
عدد السكان: يبلغ عدد السكان 885.359 نسمة.
العاصمة: الدوحة
اللغة: اللغة العربية هي اللغة الرسمية للبلاد بالإضافة للغة الإنجليزية.
العملة: الريال القطري ويساوي 100 درهم.
الديانة: الديانة الإسلامية هي الديانة الرسمية في البلاد.
مظاهر السطح
تتمثل مظاهر السطح في قطر في مساحات كبيرة من الأراضي الصخرية المنبسطة مع
وجود لبعض الهضاب والتلال الكلسية في منطقة دخان في الغرب ومنطقة جبل
فويرط في الشمال ويمتاز هذا السطح بكثرة الأخوار والخلجان والأحواض
والمنخفضات التي يطلق عليها "الرياض" وتتواجد في مناطق الشمال والوسط التي
تعتبر بدورها من أخصب المواقع التي تكثر فيها النباتات الطبيعية.
المناخ
يسود قطر مناخ صحراوي شديد الحرارة والجفاف صيفاً، والشتاء دافئ قليل
المطر، وترتفع نسبة الرطوبة في فصل الصيف في الفترة من شهر مايو إلي شهر
أكتوبر، ويقل معدل سقوط الأمطار عن ( 5 بوصة) سنوياً.
نظام الحكم
ينص الدستور القطري على أن قطر هي دولة عربية ذات سيادة مستقلة دينها
الإسلام، والشريعة الإسلامية مصدر رئيسي لتشريعاتها، ونظامها ديمقراطي،
ولغتها الرسمية هي اللغة العربية، وشعب قطر جزء من الأمة العربية.
ونظام الحكم في قطر وراثي في عائلة آل ثاني، وفي ذرية حمد بن خليفة بن حمد
بن عبد الله بن جاسم من الذكور، وتكون وراثة الحكم إلى الابن الذي يسميه
الأمير ولياً للعهد، فإن لم يوجد ابن ينتقل الحكم إلى من يسميه الأمير
من العائلة ولياً للعهد، وفي هذه الحالة تكون وراثة الحكم في ذريته من
الذكور.
كما ينص الدستور القطري على أن الشعب مصدر السلطات ويمارسها وفقا لأحكام
الدستور، يقوم نظام الحكم على أساس فصل السلطات مع تعاونها على الوجه
المبين في الدستور، السلطة التشريعية يتولاها مجلس الشورى، السلطة
التنفيذية يتولاها الأمير، ويعاونه في ذلك مجلس الوزراء، السلطة القضائية
تتولاها المحاكم على الوجه المبين في هذا الدستور. وتصدر الأحكام باسم
الأمير.
نبذة تاريخية
وفقاً لما قاله المؤرخ اليوناني هيرودوتس في القرن الخامس قبل الميلاد إن
أول من سكن قطر هم قبائل الكنعانية والتي عرفت بشهرتها في فنون الملاحة
والتجارة البحرية، وفي خرائط عالم الجغرافيا الإغريقي بطليموس وجد في
خريطته الخاصة ببلاد العرب إشارة إلى وجود دولة قطر مما يوضح مدى قدم هذه
البلد.
ومرت على قطر العديد من الأحداث خلال تاريخها والتي نذكر منه هنا عدد من
النبذات والتي توضح المراحل التي مرت بها قطر خلال تاريخها ففي فترة الحكم
العباسي وفي ظل الدولة العباسية وذلك إبان القرن الرابع عشر الميلادي
شهدت البلاد مرحلة من الرخاء الاقتصاد، وفي خلال القرن السادس عشر
الميلادي تحالف كل من القطريون والأتراك من أجل طرد البرتغاليين، وبعد ذلك
خضعت البلاد في الجزيرة العربية لنفوذ الدولة العثمانية واستمر هذا
لفترة كبيرة من الزمن امتدت لمدة أربعة قرون.
لم يزل الحكم التركي عن البلاد إلا عند نشوب الحرب العالمية الأولي في عام
1914م، وتم توقيع معاهدة مع الحكومة البريطانية في عام 1916 تقوم
بمقتضاها بريطانيا بحماية الأراضي القطرية ورعاياها، وكان النفوذ
البريطاني في البلاد لا يتجاوز الإشراف على بعض الجوانب الإدارية.
بدأ حكم أسرة آل ثاني يولد في قطر في أوائل القرن الثامن عشر الميلادي
ويرجع أسم آل ثاني إلى ثاني بن محمد والد الشيخ محمد بن ثاني والذي كان
أول شيخ يتولى سلطة فعلية في قطر خلال منتصف القرن التاسع عشر.
وتوالى الحكم في أسرة آل ثاني بعد ذلك وحتى الآن ففي عام 1878م قام الشيخ
جاسم بن محمد آل ثاني بتولي الحكم بعد والده محمد بن ثاني، ومن بعده جاء
ابنه ليتولى حكم البلاد فتولى الشيخ عبد الله بن جاسم آل ثاني في عام
1913م وتم في عهده اكتشاف النفط لأول مرة في الأراضي القطرية.
وفي الفترة ما بين 1940 – 1948 تولى الحكم الشيخ حمد بن عبد الله آل ثاني ،
ومن بعده حكم الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني حتى عام 1960م، ومن بعده
جاء حكم الشيخ أحمد بن علي آل ثاني حتى عام 1972م، ثم جاء الشيخ خليفة بن
حمد آل ثاني، ولقد نالت قطر استقلالها في 3 سبتمبر عام 1971م، وفي عام
1995 تولى الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مقاليد الحكم وذلك بناء على مبايعة
الأسرة الحاكمة وتأييد الشعب القطري.
المدن والسياحة
بدأت قطر مؤخراً في الاهتمام بالقطاع السياحي والذي يعد أحد القطاعات التي
تعمل على المساهمة في تنوع مصادر الدخل، فعملت الدولة على الاهتمام بهذا
القطاع ومنحه كل التسهيلات والحوافز اللازمة حيث عملت على تنظيم العديد
من المهرجانات والمؤتمرات بها كما شجعت الاستثمار في المجال السياحي،
وقامت شركة قطر الوطنية للفنادق بإنجاز العديد من المعالم السياحية
والفنادق الممتازة.
تعد العاصمة القطرية الدوحة هي المركز الثقافي والتجاري في البلاد ويتركز
بها الغالبية العظمى من السكان وتتميز بكورنيش ممتد يزينه أشجار النخيل
والزهور المختلفة.
وبالنسبة للمدن القطرية الأخرى توجد مدينة " الوكرة " وهي مدينة صغيرة تقع
على الساحل بين الدوحة ومسيعيد، وتعد مركز مزدهر للتجارة والصيد، وتشتهر
بمساجدها الجميلة وبيوتها المبنية على طراز العمارة الإسلامية القديمة.
"مدينة الخور" وهي ثاني كبرى المدن القطرية وتشتهر بتجارة وصيد الأسماك،
وكانت تعد قديماً مركزاً لصيد اللؤلؤ، كما يوجد بالمدينة العديد من الآثار
التراثية والثقافية، بالإضافة لاحتوائها على عدد من المساجد والبرج
الهوائي.
وتوجد أيضاً مدينة " الزبارة" وتقع في شمال غرب قطر، وهي أقدم المدن
القطرية حيث كانت تعد مركز تجاري مزدهر في أواسط القرن السابع عشر، وتم
اكتشاف العديد من القلاع بها، وتم تحويل المدينة حالياً إلي متحف يضم
العديد من القطع الأثرية التي تم اكتشافها بها.
و"مدينة المسيعيد" والتي تعد المدينة الصناعية والاقتصادية في الدولة وهذه
المدينة حديثة نسبياً، وتضم العديد من المصانع المختلفة والمصانع
المنتجة للبتروكيماويات المختلفة والحديد والصلب والأسمدة الكيماوية
وغيرها، بالإضافة إلى ميناء تجاري وميناء لتصدير النفط، وزيارة هذه
المنطقة تتطلب الحصول على إذن مسبق من السلطات المختصة.
من الأماكن الهامة أيضاً في قطر مركز قطر الدولي للمعارض الذي أنشئ في عام
1991 في العاصمة القطرية الدوحة، والذي يقوم باستقبال العديد من
الفعاليات الاقتصادية والثقافية وغيرها، كما توجد أكاديمية التفوق الرياضي
" أسباير" وهي أكاديمية رياضية على مستوى عالمي تضم نادي رياضي ضخم،
ومركز للألعاب المائية وقاعات رياضية وغيرها العديد من الأماكن والقاعات
التي تخدم النواحي الرياضية، وتسعى هذه الأكاديمية من اجل تحويل الطلبة
الواعدين إلي أبطال عالميين.
ومن الأماكن السياحية التي يجد بها السائح المتعة والترفيه منتجع سي لاين
والذي يعد واحة خضراء وسط الصحراء ويحتل البحر جانب منه ليتكون في
النهاية مكان رائع للاستجمام والترفيه، كما يوجد مكان أخر للاستجمام وسط
أحضان الطبيعة الساحرة وذلك في جزيرة النخيل القابعة في وسط خليج الدوحة،
وهي جزيرة زاخرة بأشجار النخيل والشواطئ الممتدة والمناظر الطبيعية
الساحرة، كما يوجد نادي الدوحة للغولف ويقع في منطقة بحيرة الخليج العربي
قريباً من الدوحة والذي قام بتصميمه اشهر مصممي نوادي الغولف في العالم،
ويضم العديد من النباتات الرائعة بالإضافة للمساحات الشاسعة التي يقوم
عشاق هذه الرياضة الرائعة بممارسة رياضتهم المفضلة بها.
ونظراً لكون طبيعة قطر المتمثلة في كونها شبه جزيرة فهي بالتالي تضم
مساحات ضخمة من الشواطئ الرائعة، والتي يجد بها السائح المكان المناسب
للاستمتاع والاستجمام، وتعتبر المناطق الشرقية والشمالية، من أفضل الأماكن
للرحلات البحرية وممارسة رياضة الغوص ومشاهدة العديد من الكائنات
البحرية الرائعة.
كما يوجد بقطر العديد من المتاحف الهامة والتي تضم تراث وتاريخ الحضارات
المتوالية على قطر منها متحف قطر الوطني والذي يقع بالعاصمة القطرية
الدوحة حيث يضم العديد من القطع الأثرية التاريخية، والبناء الخاص
بالمتحف في حد ذاته يمثل روعة في التصميم المعماري الأمر الذي أدي إلي
فوزه بجائزة آغا خان الدولية الأولى في جودة أعمال التجديد، كما يضم
المتحف المائي الوطني والذي يقوم بعرض العديد من الأشكال البحرية
الموجودة في الخليج، وغيرهم من المتاحف مثل متحف السلاح، المتحف
الإسلامي، المتحف الإثنوغرافي، القرية التراثية والتي تضم عدد من المقاهي
والمطاعم ومراكز مؤتمرات ومتحف ومسرح.
كل هذا بالإضافة لكورنيش الدوحة الرائع الذي يرتاده العديد من الزوار
يومياً بغرض ممارسة رياضة المشي والاستمتاع بالجلوس في المقاعد المطلة
عليه، ويعتبر من أفضل الأماكن التي يرتادها الزوار والسائحين بما يتمتع به
من أضواء ساحرة ومسطحات خضراء تزين واجهة الكورنيش.