بعد سبع سنوات أمضاها على رأس الجهاز الفني لمنتخب مصر لكرة القدم كانت مليئة بالنجاحات في أحيان كثيرة والإخفاقات في مواقف قلة، يبدو مصير حسن شحاتة الذي يحلو لجماهير الكرة في مصر تسميته بـ"المعلم" على المحك، إذ من المقرر أن يحسم اتحاد الكرة خلال اجتماع طارئ الخميس 31-03-2011 الموقف النهائي بشأن شحاتة وجهازه المعاون، إما بالاستمرار أو الرحيل.
وتتضارب الأنباء التي تتسرب من "الجبلاية" في هذا الصدد، ويبدو أن القرار النهائي لم يصدر بعد وسيتم اتخاذه خلال الاجتماع نفسه، والذي يُتوقع أن يكون عاصفاً في ظل تباين المواقف بين أعضاء الاتحاد الذين يؤيد بعضهم استمراره، ويرفض آخرون ذلك لأسباب واعتبارات مختلفة.
القشّة القاصمة" هدف جنوب إفريقيا في مرمى مصر
وكانت الخسارة التي مني بها منتخب مصر أمام جنوب إفريقيا السبت الماضي في جوهانسبيرغ والتي قضت -إلى حدٍ كبير- على آمال "الفراعنة" في التأهل لنهائيات كأس الأمم الإفريقية 2012 التي تُقام في غينيا الاستوائية والغابون، كانت سبباً في تزايد الأصوات المنادية برحيل شحاتة، حيث زاد عدد الناقمين عليه ليس لأسباب كروية فقط، بل ولأسباب سياسية أيضاً.
ولا ينسى معظم المصريين موقف "المعلم" خلال الثورة الأخيرة التي أطاحت بنظام الرئيس السابق حسني مبارك، إذ انبرى شحاتة للدفاع عن مبارك والخروج في تظاهرات مؤيدة له، والظهور كذلك في وسائل الإعلام لتعديد مناقب الرئيس وإنجازاته، رغم أنه مُقل في العادة بالظهور الإعلامي وهو ما أثار تساؤلات المراقبين واستغرابهم.
ودفعت هذه المواقف العديد من الكتاب البارزين وحتى الجماهير في مصر للمطالبة بإقالة شحاتة حتى قبل الخسارة الأخيرة أمام جنوب إفريقيا، وبلغ الأمر حد إنشاء صفحات على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" تدعو لـ"إسقاط" شحاتة أسوةً بمن سقطوا مع رحيل النظام السابق.
ولم يتوقف الأمر على مطالب الجماهير وبعض الكتاب والصحفيين في مصر برحيل شحاتة، حيث كان بعض لاعبي منتخب مصر من بين هؤلاء المطالبين، ومنهم المهاجم عمرو زكي الذي طالب شحاتة بترك مهمته لشخص آخر، بينما فاجأ نجله كريم وهو إعلامي، الجميع وأيد رحيل والده عن تدريب منتخب مصر في هذه المرحلة.
"لن أرحل" حسن شحاتة مع حسني مبارك
ورغم أن المزاج العام في مصر أصبح لا يرغب بوجود شحاتة بسبب مواقفه سالفة الذكر من ناحية، وفشله الذريع مع المنتخب في الآونة الأخيرة والذي سيؤدي إلى غياب نادر لحامل اللقب عن البطولة الإفريقية من ناحية أخرى، فإن "المعلم" يبدو متشبثاً بموقعه، ورافضاً للاستقالة تحت كل الظروف.
وقال شحاتة قبل ساعات فقط من الاجتماع المُنتظر إنه لن يستقيل، وأضاف في تصريحات تلفزيونية: "لا أنوي الاستقالة وإن كانت نية الاتحاد هي الإقالة فهو قرارهم"، مشيراً إلى أنه سيطلب جميع مستحقاته المالية في حال اتخذ الاتحاد قراراً بالاستغناء عنه، ويعني في ذلك بالتأكيد قيمة الشرط الجزائي الذي يبلغ راتب ثلاثة أشهر يتعين على الاتحاد دفعها له إن قرر تنحيته.
وكانت بعض التقارير أشارت خلال اليومين الماضيين إلى أن النية تتجه لدى بعض أعضاء الاتحاد للمطالبة بالاستغناء عن شحاتة فقط، والإبقاء على بقية أعضاء الجهاز الفني مع تصعيد المدرب العام شوقي غريب ليتولى منصب المدير الفني.
لكن مصدر داخل الجهاز الفني للمنتخب كشف لصحيفة "اليوم السابع" أن أفراد الجهاز اتفقوا على الاستمرار جميعاً في مناصبهم أو الرحيل معاً، خاصة وأن النجاحات والإنجازات التي حققها المنتخب طوال السنوات الماضية تنسب للجهاز ككل.
وأضاف المصدر: "الجهاز الفني للمنتخب في مركب واحد، وفى حالة الإطاحة بأي فرد، فهذا معناه الإطاحة بالجهاز ككل"، وتابع: "الوحيد الذي له الحق التغيير في أفراد الجهاز الفني هو حسن شحاتة نفسه، أما غير ذلك فهذا معناه رحيل الجهاز ككل".
نجاحات وفشل تتويج منتخب مصر بكأس إفريقيا 2006
وخلال مسيرته على رأس الجهاز الفني لمنتخب مصر، حقق حسن شحاتة العديد من الإنجازات اللافتة وساهم بتشكيل منتخب قوي أصبح مُهاب الجانب في القارة الإفريقية، لكنه ظل عاجزاً عن قيادة "الفراعنة" لبلوغ نهائيات كأس العالم، وهو ما جعله محط انتقاد مستمر كونه فشل في استثمار ما لديه من نجوم لتحقيق هذا "الحلم" الذي رواد عشاق الكرة المصرية.
وعقب توليه تدريب المنتخب المصري في أكتوبر/ تشرين الأول 2004، نجح شحاتة في قيادة الفريق للتتويج بكأس الأمم الإفريقية التي أقيمت في مصر عام 2006، وثم تكرار نفس السيناريو في بطولتي عام 2008 في غانا، و2010 في أنغولا، كما قاد منتخب بلاده لتحقيق نتائج لافتة في بطولة كأس العالم للقارات عام 2009 في جنوب إفريقيا، إذ فاز حينها على إيطاليا بهدف نظيف، وخسر بصعوبة بالغة أمام البرازيل 3-4.
لكن في المقابل، لم ينجح شحاتة في مهمة إيصال "الفراعنة" لنهائيات كأس العالم الأخيرة، ووصل إلى خوض مباراة فاصلة مع الجزائر في مدينة أم درمان السودانية، وانتهت بفوز "محاربي الصحراء" بهدف نظيف، في مباراة ظلت آثارها عالقة لفترة طويلة على جميع الأصعدة بين البلدين العربيين.