أمين "التعاون الخليجي" يرفض التدخلات الإيرانية ويدين التآمر على أمن دول المجلس شدد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني على رفض التدخلات الإيرانية في شؤون دول مجلس التعاون الخليجي، مستغربا ازواجية الخطاب الإيراني في الحديث عن الحريات بين الداخل الإيراني، والشؤون الخاصة لدول مجلس التعاون الخليجي، في اتصال هاتفي مع العربية، الاثنين 4-4-2011.
وقال الزياني إن التدخلات لا تزال محل اهتمام أصحاب السمو والمعالي وزراء الخارجية، وهو ما وضح خلال اجتماعهم مساء أمس نظرا لخطورة هذه التدخلات والممارسات الإيرانية التي تؤثر على أمن واستقرار المنطقة، مشيرا إلى "أن الاجتماع بحد ذاته كونه استثنائي يعكس مدى استياء والقلق من السلوكيات الإيرانية".
واستغرب الزياني من الازدواجية عند الإيرانيين موضحا أن "تصريحات المسؤولين الإيرانيين والخطاب الإعلامي الإيراني تحدث عن كبت حريات وعن الضغوطات الخارجية، ... بينما يدركون تماما بأن الاستبداد والاضطهاد هي التي تمارسه السلطات الإيرانية بشكل واضح ومفضوح ضد الأقليات والمذاهب في إيران".
وأكد إن موقف دول مجلس التعاون موحد في مقابل التدخلات الخارجية، فهي دول مستقلة تعرف مصالح دولها، مستنكرا إشارة نجاد إلى أن دول الخليج استجابت لضغوط من الخارج بشأن حماية البحرين، مبينا أن دول الخليج تدين "التآمر الفاضح على أمن وسلامة دول المجلس ومحاولة بث الفرقة الطائفية".
وإشار الزياني إلى أن مشاركة القوات الخليجية في حماية البحرين أن "قوات درع الجزيرة دخلت بطرق شرعية وقانونية للدفاع حسب اتفاقية الدفاع المشترك لدول مجلس التعاون الخليجي وهي متواجدة ضد أي تهديد خارجي أو إرهابي".
وكان رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي، إن بلاده "توصي باتخاذ القرارات بناءً على الحقائق الجارية في المنطقة".
وجاءت تصريحات بروجردي رداً على بيان الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الذي عقدوه أمس الأحد في الرياض.وجدّد بروجردي في تصريح نقلته وكالة الأنباء الإيرانية تأييده للبيان الصادر عن اللجنة التي يرأسها في البرلمان بشان تطورات البحرين قائلاً: "أصدرنا البيان لأن البحرين تعد بلداً مستقلاً وعضواً في الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي".
وقال إن البحرين عضو في الأمة الإسلامية، مضيفاً أن "شعب البحرين من حقه الحياة الطبيعية والتمتع بالحريات الواردة في ميثاق الأمم المتحدة والأعراف الدولية".
وأضاف "أن نرى بلداً يحشد قواته لقمع شعبه بواسطة الأسلحة الثقيلة فهذا أمر مرفوض ليس في إيران فقط بل في جميع أنحاء العالم انطلاقاً من حقوق الإنسان والأعراف الدولية".
وختم بروجردي تصريحاته بالقول: "يتذكر مجلس التعاون الخليجي أنه عندما احتلت قوات صدام الكويت فإن جميع هذه البلدان كان يساورها القلق وإن الجمهورية الإسلامية دعمتهم بغض النظر عن مساعدة تلك الدول للعراق في فترة الحرب معنا والتي تقدر بعشرات مليارات الدولارات".
وأضاف: "نتمنى أن يتبنى أعضاء مجلس التعاون نظرة واقعية لاتخاذ القرارات وبيان وجهات نظرهم".
وكان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي قد أدانوا في ختام اجتماع الرياض التدخل الإيراني في شؤون دول الخليج وطالبوها بالكف عن هذه السياسات.
واعتبر الوزراء أن التدخل الإيراني في شؤون الكويت والبحرين هو انتهاك للمواثيق الدولية، وأكدوا مشروعية وجود قوات درع الجزيرة في البحرين.
واستنكروا الاتهامات التى تضمنها بيان لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني بشأن السعودية، معتبرين أنه موقف عدائي وتدخل استفزازي في الشؤون الداخلية لدول المجلس.
وعبر الوزراء عن قلقهم البالغ من تدهور الحال الأمنية وحال الانقسام في اليمن، ودعوا الأطراف المعنية فيه إلى تغليب المصلحة الوطنية والإسراع بالعودة إلى طاولة الحوار الوطني.
وأكد وزراء دول مجلس التعاون احترامهم لإرادة وخيارات الشعب اليمني، واتفقوا على إجراء اتصالات مع الحكومة والمعارضة اليمنية من خلال طرح أفكار لتجاوز الوضع الراهن.
وتعليقاً على القرار، قال المحلل السياسي الكويتي عايد المناع لـ"العربية" إن إدانة إيران جاءت ضرورة "لإظهار غضب مجموع مجلس التعاون من تدخلات سافرة في البحرين والكويت".
وأكد أن "الإدانة مؤشر لخطوات أخرى، منها مطالبة طهران بتقديم اعتذار رسمي عن تدخلاتها في الخليج"، محذراً من أنه في حال استمرار الاختلال في العلاقات بين مجلس التعاون وإيران، فإن الأخيرة ستكون "الخاسر الأكبر"، على حد تعيبره.
وقال المناع إن "الخيارات كثيرة أمام مجلس التعاون للتعامل مع إيران، خاصة أن الخليج هو الرئة الاقتصادية لطهران، لاسيما من خلال دبي والكويت".
وانتقد المحلل السياسي عدم التناغم بين مواقف كافة دول الخليج تجاه إيران، مشيراً إلى أن "أي تهديد تتعرض له دولة خليجية، سيطال الدول الأخرى".